قسم المحتوى الرئيسي للأخبار
المملكة ترسم ملامح تحول صناعي عالمي يقوده الشباب في المؤتمر العام الـ21 لمنظمة UNIDO بالرياض

شهد "يوم الشباب" ضمن أعمال الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO في الرياض، إحدى أبرز محطاته خلال جلسة رفيعة المستوى بعنوان: "إشعال شرارة المستقبل: دعم الشباب عالميًا في الصناعة"، ألقى خلالها معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية، الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، كلمة رئيسية تزامنت مع الإطلاق العالمي لإطار عمل الشباب في اليونيدو، مؤكدًا دور المملكة المتنامي في قيادة أجندة الصناعة الممكنة لجيل الشباب. ومثّلت الجلسة نقطة تحول في أجندة (اليونيدو) الخاصة بالشباب، إذ دعت إلى تحرك دولي منسق للاستثمار في الجيل القادم من المبتكرين والمهندسين وصناع السياسات الصناعية، ورسمت كلمة الوزير الخريف ملامح الاتجاه الجديد لهذا النقاش العالمي، واضعة المملكة في موقع الصوت القيادي في صياغة التحول الصناعي المدفوع بالشباب.

وأكد معالي الوزير التزام المملكة طويل الأمد بتمكين الشباب في قطاع الصناعة، قائلًا: "المملكة العربية السعودية تؤمن بأن مستقبل الصناعة سيصنعه إبداع الشباب وطموحهم وقيادتهم، وفي إطار رؤية 2030، لا يعد الشباب مجرد مستفيدين من التغيير، بل هم مهندسو نموذج صناعي عالمي جديد".

وأوضح الخريّف أن المملكة تعمل بشكل منهجي على إدماج الشباب في صناعة السياسات الصناعية، مشيرًا إلى أن أكثر من 60% من سكان المملكة هم دون الخامسة والثلاثين، وهو ما يجعل إعدادهم لقيادة صناعات المستقبل أولوية استراتيجية وطنية.

‎وتوقف معالي الوزير عند القفزات التي حققتها المملكة في تنمية قدرات الشباب في مختلف مفاصل المنظومة الصناعية، مشيرا إلى أن القطاع وفر وظائف نوعية للشباب السعوديين لزيادة مساهمتهم في دفع النمو الصناعي، كما نوّه معاليه بالتقدم المتسارع في مشاركة المرأة، إذ بلغت نسبة مشاركة السعوديات في القطاع 37%، وسلط الضوء أيضاً على الجهود المبذولة لإكساب الشباب مهارات عالية للتعامل مع أحدث تقنيات التصنيع خلال العامين الماضيين، في انعكاس لالتزام المملكة بتجهيز جيل جديد من الكفاءات القادرة على قيادة صناعات المستقبل.

وشدد الخريّف على تركيز المملكة الاستراتيجي على بناء القدرات، قائلًا: "المملكة تجهز الشباب بعمق فني، وعقلية ابتكارية، وروح تنافسية تؤهلهم للريادة في عصر الثورة الصناعية الرابعة"، كما سلَّط الضوء على تطور منظومة الابتكار الصناعي في المملكة بوتيرة متسارعة، موضحًا أن السعودية بنت شبكة متكاملة لدعم المبتكرين الشباب وتسريع التقدم التكنولوجي، تشمل منصات اختبار متقدمة تتيح للشباب تجربة التقنيات الناشئة، ومختبرات متخصصة للابتكار الصناعي تدعم البحث والتطوير والنمذجة الأولية، إلى جانب منصات قوية لنقل التقنية تساعد في تحويل الأفكار الجديدة إلى فرص تجارية.

وأشار معاليه كذلك إلى المنافسات المخصصة لمعالجة التحديات التي تواجه المصانع الوطنية، والتي تمنح الشباب المبتكرين الفرصة لتطوير حلول عملية لقضايا رئيسية في القطاع، إلى جانب المسرعات الموجهة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في مجالات التقنيات النظيفة وحلول "الصناعة 4.0" والتصنيع الرقمي، بما يعزز موقع الشباب السعودي كلاعب رئيسي في تشكيل مستقبل الصناعة على مستوى العالم.

وجدد الخريّف التأكيد على التزام المملكة بالعمل مع "اليونيدو" والشركاء الدوليين لتوسيع آفاق الفرص أمام الشباب في مختلف الدول، مشددًا على أن مستقبل التصنيع العالمي ستحدده الدول التي تنجح في إطلاق طاقات شبابها. واختتم كلمته برسالة لاقت صدى واسعًا حين قال: "بوسعنا معًا أن نشعل شرارة المستقبل، ونضمن أن يحظى كل شاب وشابة بفرصة حقيقية للمشاركة في بنائه".